کد مطلب:195854 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:272

مناظرة الإمام مع الطبیب الهندی
بحار الأنوار ج 14 ص 478 وفی كشف الأخطار (مخطوط)

عن محمد بن إبراهیم الطالقانی عن الحسن بن علی العدوی عن عباد بن صهیب عن أبیه عن جده عن الربیع صاحب المنصور قال: حضر أبوعبد الله «ع» مجلس المنصور یوماً وعنده رجل من الهند یقرأ علیه كتب الطب، فجعل أبوعبد الله «ع» ینصت لقراءته، فلما فرغ الهندی قال له: یا أبا عبدالله، أترید مما معی شیئاً؟ قال: لا فان معی خیر مما معك، قال وما هو؟ قال «ع» أدوای الحار بالبارد والبارد بالحار والرطب بالیابس والیابس بالرطب وأرد الأمر كله إلی الله عز وجل وأستعمل ما قاله رسول الله (ص): وأعلم أن المعدة بیت الداء وأن الحمیة رأس كل دواء واعط البدن ما اعتاده، فقال الهندی: وهل الطب إلا هذا؟ فقال الصادق «ع» أترانی من كتب الطب أخذت؟ قال نعم، قال «ع»: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه فاخبرنی: أنا أعلم بالطب أم أنت؟ قال الهندی بل أنا، قال الصادق «ع» فأسألك شیئاً، قال سل، قال الصادق علیه السلام أخبرنی یا هندی:

لم كان فی الرأس شؤون؟ قال لا أعلم.

فلم جعل الشعر علیه من فوق؟ قال لا أعلم.

فلم خلت الجبهة من الشعر؟ قال لا أعلم.

قال علیه السلام:

فلم كان لها تخطیط وأساریر؟ قال لا أعلم.

فلم كان الحاجبان فوق العینین؟ قال لا أعلم.

فلم جعلت العینان كاللوزتین؟ قال لا أعلم.

فلم جعل الأنف فیما بینهما؟ قال لا أعلم.

فلم ثقب الأنف من اسفله؟ قال لا أعلم.



[ صفحه 25]



فلم جعلت الشفة والشارب فوق الفم؟ قال لا أعلم.

فلم أحد السن وعرض الضرس وطال الناب؟ قال لا أعلم.

فلم جعلت اللحیة للرجال؟ قال لا أعلم.

فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال لا أعلم.

فلم خلا الظفر والشعر من الحیاة؟ قال لا أعلم.

فلم كان القلب كحب الصنوبر؟ قال لا أعلم.

فلم كانت الرئه قطعتان وجعلت حركتهما فی موضعهما؟ قال لا أعلم.

فلم كانت الكبد حدباء؟ قال لا أعلم.

فلم كانت الكلیة كحب اللوبیاء؟ قال لا أعلم.

فلم جعل طی الركبة إلی الخلف؟ قال لا أعلم.

فلم تخصرت القدم؟ قال لا أعلم.

قال الصادق «ع»: لكنی أعلم. قال الهندی: فأجب.

قال الصادق «ع»: كان فی الرأس شؤون لأن المجوف إذا كان بلا فصل اسرع إلیه الصداع فاذا جعل ذا فصول

شؤون - كان الصداع منه أبعد.

وجعل الشعر من فوقه لیوصل الأدهان إلی الدماغ ویخرج بأطرافه البخار منه، ویرد الحر والبرد عنه.

وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلی العینین.

وجعل فیهما التخطیط والأساریر لیحتبس العرق الوارد من الرأس إلی العین قدر ما یحیطه الانسان عن نفسه كالأنهار فی الأرض التی تحبس المیاه.

وجعل الحاجبان من فوق العینین لیردا علیهما من النور قدر الكفایة، ألا تری یا هندی أن من غلبه النور جعل یده علی عینیه لیرد علیهما قدر الكفایة منه.

وجعل الأنف بینهما لیقسم النور قسمین إلی كل عین سواء.

وكانت العین كاللوزة لیجری فیها المیل بالدواء ویخرج منها الداء، ولو كانت



[ صفحه 26]



مربعة أو مدورة ما جری فیها المیل ولا وصل الیها دواء ولا خرج منها داء.

وجعل ثقب الأنف فی أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ وتصعد فیه الروائح إلی المشام، ولو كان فی أعلاه لما نزل منه داء ولا وجد رائحة.

وجعل الشارب والشفة فوق الفم لحبس ما ینزل من الدماغ عن الفم لأن لا یتعفن علی الانسان طعامه وشرابه فیمیطه عن نفسه.

وجعلت اللحیة للرجال لیستغنی بها عن الكشف فی المنظر ویعلم بها الذكر من الأنثی.

وجعل السن حاداً لأن به یقع العض.

وجعل السن عریضاً لأن به یقع الطحن والمضغ.

وكان الناب طویلاً لیسند الأضراس والأسنان كالاسطوانة فی البناء.

وخلا الكفان من الشعر لان بهما یقع اللمس فلو كان فیهما شعر مادری الانسان مایقابله ویلمسه.

وخلا الشعر والظفر من الحیاة لأن طولهما سمج یقبح وقصهما حسن فلو كان فیهما حیاة لألم الانسان قصهما.

وكان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس فجعل رأسه دقیقاً لیدخل فی الرئة فیتروح عنه ببردها ولئلا یشیط الدماغ بحره.

وجعلت الرئة قطعتین لیدخل القلب بین مضاغطها فیتروح بحركتها.

وكانت الكبد حدباء لتثقل المعدة وتقع جمیعها علیها فتعصرها لیخرج ما فیها من بخار.

وجعلت الكلیة كحب اللوبیاء لأن علیها مصب المنی نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة لأحتسبت النقطة الأولی إلی الثانیة فلا یلتذ بخروجها إذا المنی ینزل من فقار الظهر إلی الكلیة وهی تنقبض وتنبسط وترمیه أولاً فأولاً إلی المثانیة كالبندقة من القوس.



[ صفحه 27]



وجعل طی الركبة إلی خلف لأن الانسان یمشی إلی مابین یدیه فتعتدل الحركات ولولا ذلك لسقط فی المشی.

وجعلت القدم متخصرة لأن المشی إذا وقع علی الأرض جمیعه ثقل ثقل حجر الرحی.

فقال الهندی: من أین لك هذا العلم؟ قال علیه السلام: أخذته عن آبائی علیهم السلام عن رسول الله صلی الله علیه وآله عن جبرائیل «ع» عن رب العالمین جل جلاله الذی خلق الأجساد والأرواح.

فقال الهندی: صدقت وأنا أشهد أن لا إله ألا الله وأن محمداً رسول الله وعبده وأنك اعلم اهل زمانك(إنتهی).